_رُبَّ كاسيةٍ فى الدنيا عاريةٍ فى الآخرة:

[size=16]فهذا الحديث يبين لأخواتِنا فى الله
أمراً فى غاية الأهمية لابد من أن ينتبهن إليه جميعاً فقد تكون الفتاة
كاسية فى نظر الناس وفى نظر نفسها ولكنها فى الحقيقة عارية من وجهة نظر
الشرع فهل هناك تعارض بين الحالين؟ بالطبع لا تعارض بينهما فكون المرأة
كاسية أى لا يظهر من جسمها مما حرم الله عليها إظهاره أى شىء وليس معنى ذلك
أن يظهر لحم جسمها لا فليست العبرة بذلك ولكن قد يظهر الجسم دون ظهور لون
البَشرة وذلك واضحٌ وجلىٌ وللأسف نرى معظم أخواتنا على ذلك إلا من رحم ربى
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم فقد تكون الأخت ترتدِ ثياباً رقيقة
نعم الثياب تغطى كل بدنها ولكن فى الوقت نفسه تظهر بدنها وقد ترتدِ الأخت
الكريمة ثياباً ضيقةً نعم تغطى الثياب بشرتها ولكن للأسف تظهر كل مفاتنها
لأن ضيق الملابس يحدد مفاتن المرأة وذلك عرى وليس بتستر وكون الملابس شفافه
تظهر بشرة المرأة ذلك عرى وليس بستر وهذا هو المقصود بحديث النبى(صلى الله
عليه وسلم) السابق والحديث فى مسلم حديثٌ صحيح متلقى بالقبول فهل سمعته
أختنا فى الله التى تتصف بما وصفها به الحديث؟ هل قرأته مرة؟ وهل علمت بأن
زيها مطابق لوصف النبى؟ وهل تفكرت فى حكم النبى على من كانت وصفها هكذا؟ إن
النبى قال مخبراً عن تلك النساء الكاسيات العاريات قال لا يدخلن الجنة ليس
ذلك فقط بل ولا يجدن ريحها فسبحان الله العظيم كيف تغفلن أخواتى الكرام عن
مثل ذلك الحديث وذلك العذاب المهين؟ هل ترضين لأنفسكن ألا تدخلن الجنةَ
ولا تجدن ريحها؟ هل ترضين بذلك؟ وإن كانت هذه الخصال ليست من خصال أهل
الجنة ومن فعلها لا يستحق الجنة فهى إذاً من خصال وصفات أهل النار نسأل
الله السلامة من النار وأن يباعدنا الله عن النار فالتبرج من صفات أهل
النار بدليل الحديث السابق فمن منا يرضى لنفسه أن تبقى فيه صفة من صفات أهل
النار؟! ليس ذلك فقط بل يلعنهن الناس فقد لعن النبى(صلى الله عليه وسلم)
المتبرجات وأمر بلعنهن ولا نقول بلعن المعين فذلك لا يجوز ولكن لعن
المتبرجات عموماً وأنتِ إن كنتِ متبرجة انطبق عليكِ اللعن. فهل تعرفى ما هو
اللعن؟ إن اللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى. فهل ترضى لنفسك أن تطردِ من
رحمة الله تعالى فكيف لكِ أُخيتى وقد طردتِ من رحمة الله تعالى ومن الذى
لعن ودعى باللعنة إنه النبى(صلى الله عليه وسلم) المستجاب الدعاء. ولو
علمتِ أنه رحيمٌ بأمته لعلمتى أنه لا يلعن إلا مجرم فالتبرج إجرام فى حق
نفسكِ أولاً لأنكِ توجبى عذاب الله لكِ وإجرامٌ فى حق إخوانكِ من المسلمين
لأن نظرهم إليكِ سبب غضب الله عليهم وانظرِ يرحمنى وإياكِ الله كم شخص نظر
إليكِ وباء بالذنب؟ وكم غيره فتن بكِ؟ كل هؤلاء عليكِ وزر لفعلهم لأنك سببٌ
فيه ولا ينقص ذلك من أوزارهم شىء كما قال النبى (صلى الله عليه وسلم):" من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرهاووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء" (رواه مسلم(246).). فأنتِ بتبرجكِ لا تبوئى بإثمك وفقط بل وبإثم من فتن
بكِ فالله المستعان فهل ترضى بأن تحضرى يوم القيامة وعلى ظهركِ جبال ذنوب؟
كيف تفعلين وقتها؟ وقد انقطعت الأسباب وساء العمل وقتها لا ينفع الندم
وقتها يؤتى بالنار ولها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها
هل تصورتِ ذلكَ الموقف المروع؟ لو تصوره ذهنكِ حقاً لعلمتى أن الدنيا كلها
لا تساوى غمسة فى نار جهنم هذا إن كانت لكِ الدنيا أصلاً قال(صلى الله عليه
وسلم):" يؤتيبأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ فيالنار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيتنعيماً قط؟ فيقول: لا والله ما رأيتنعيماً قط"
(رواه مسلم) أو كما قال (صلى الله عليه وسلم) فانظرِ هذا ملك الدنيا وكان
أنعم أهل الدنيا نسى كل هذا النعيم بمجرد غمسة واحدة فى نار جهنم فالله
المستعان. ولكن ابشركِ أختى فى الله أن على الجانب الآخر "ويؤتيبأبأس أهل الدنيا منأهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟
فيقول: لاوالله ما رأيت بؤساً قط" (رواه مسلم) أو كما قال(صلى الله
عليه وسلم) فهذا قد نسى كل البؤس والشقاء الذى مر به فى الدنيا بمجرد أن
غمس فى الجنة غمسة واحدة فما بالنا بمن يخلد فى الجنة ولا يخرج منها أبداً
ألا يدعونا ذلكَ إلى أن نعمل لدين الله أن نطبق دين الله فى نفوسنا وننصح
إخواننا ونأخذ بالأسباب. أُخيتى هذان هما الطريقان ولا مناص من أن تسلكِ
أحدهما فإما ترضى ربكِ ولكِ الجنة، وإما يسخط عليكِ الله ومن سخط عليه الله
ما رحمه الله وما ادخله جنته والله المستعان. سأبين بإذن الله تعالى أدلة
وجوب الحجاب وشروط الحجاب الشرعى فى مقالى القادم حتى تستطيع من منَّ اللهُ
عليها بالتوبة أن تستعين به على الإلتزام بتلك الفريضة.والله أسأل أن
يُحَجِّب جميع نسائنا وأخواتنا. وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا
أنتَ أستغفرك وأتوب إليك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/size]