صفات الرسول الكريم في القرآن الكريم

تنحصر دراستنا للشخصية المحمدية في هذا البحث بتحديد ثلاثة أنواع من الصفات والفضائل كما جاءت في التنزيل الكريم ، وهذه الصفات والفضائل لم تجمع في ذات نبي أو رسول قبله ، فكان عليه السلام بحق ، خاتم النبيين وآخر حلقة في اتصال السماء بالأرض ، وسيرى القارئ أنى أوجزت الحديث عن معالم الشخصية المحمدية في القرآن الكريم لاتساع مجال الحديث ، فحق لهذه الدراسة أن يفرد لها بحث خاص ، وحسب تحديد أنواع الصفات والحديث عن أهمها :

أما هذه الصفات والفضائل فهي :

أولاً : صفات بشرية إنسانية هو فيها قدوة لغيره من البشر .

ثانياً : صفات نبوية تليق به كنبي ورسول يشركه فيها غيره من الأنبياء والرسل .

ثالثاً : صفات وفضائل خصه الله بها ولم يشركه نبي أو رسول أو بشر .

الرسول عليه السلام حاكم بأمر الله :

تقوم نظرية الحكم في الإسلام على أساسين هامين هما : ألحاكميه لله والإقرار له بالعبودية ، قال تعالى : { إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }^{() فهذه الآية تنفى أشكال الحكم التي سادت قبل الدعوة أو تسود بعدها ، إن لم تلتزم بمفهوم الوحدانية والعبودية لله تعالى ، وانطلاقا من دعوة التوحيد هذه ، أسس النبي عليه السلام دولة تعتمد على الدين ، عقيدة وشريعة في إرساء قواعد الحكم على الأرض لتحرير الإنسان من العبودية لغير الله ، وإقامة المجتمع الإسلامي وتطبيق المفاهيم والقيم السماوية ، قال تعالى { َأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}} ()

*** من الآية الكريمة :

إن وثيقة التحرير هي القرآن الكريم الذي جاء مصدقا لما سبقه من الكتب السماوية ومهيمنا عليها بشموله واكتمال أصول الديانة عقيدة وشريعة .

2- إن الرسول الكريم ممثل للحاكمية الإلهية .

3- إلغاء جميع القوانين والشرائع السابقة للقرآن وكل ما يتصل إلى أسلوب الحكم الجاهلي .

4- إن الإيمان لا يكتمل إلا بتقديم الحاكمة لله على أساليب الحكم الوضعية والاحتكام إلى الرسول الكريم لإقامة الحق , قال تعالى {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} ()وان سيادة الحاكمة لله يجعل الحاكم والمحكوم مسئولين مسئولية مشتركة ، الأول مسئول عن تطبيق الشريعة وتنفيذها والآخر مسئول عن تقويم الحاكم في تنفيذ شريعة الله فان لم ينفذها حجب عنه طاعته ، قال عليه السلام : لا طاعة في معصية الله إن الطاعة في المعروف () فكان الإسلام ثورة على الشرائع والقوانين التي قامت على أساس وضع أسس ثابتة بين الناس وخالقهم ، وبين الحاكم والمحكوم وما يتعلق بحياة الأفراد فن حقوق وواجبات .

كان الحكم قبل الإسلام يتسم بطابع الفردية الذي كثيرا ما يسوده النقص لأن القوانين الأرضية لا تلبى حاجات الأفراد ، كما تقررها القوانين السماوية فحين يكون الحكم فردياً ، فان الحاكم الفرد يسن من القوانين ما يحابة نفسه ويخصها باختصاصات وامتيازات لا تعطى لأحد من الناس وتبلغ به الأحوال أحيانا أن يجعل فوق القانون ، فلا يحاكم إن سرق أو قتل أو زنى ، ثم إن هذه القوانين الأرضية الوضعية التي تصدر عن الطواغيت لا تلبى حاجات الإنسان لأنها لا تتناسب ولا تنسجم مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها وبالتالي لا تكون مستقرة ، بل يطرأ عليها التعديل والتغيير ()

والنبي عليه السلام بصفته ممثلا للحاكمية الإلهية ومسئولا أمام الله جعل قواعد الحكم تقوم على العدل والمساواة والطاعة والشورى المثال لله وإرساء للمبادئ التي سيقتدي بها الناس من بعده .

زائر

جزاكى الله خيرا تويتى

ميرسي ملك علي مرورك الرائع

جزاكى الله خير

شكراااااا جزيلا علي المرور

» الدعاء من القرآن الكريم
» تجويد القران الكريم - شرح مكتوب في صفحات html
» فضل قراءة القرآن الكريم وتدبره
» الرسول أول حفظة القرآن عن ظهر قلب
» كتاب ◄معجزة القرآن الكريم للشيخ محمد متولى الشعراوى (10 أجزاء وصلات مباشرة)